دور عمليات الشحن والتفريغ في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس

تعد قناة السويس مركزاً حيوياً للتجارة الدولية، فهي تصل بين الشرق والغرب عن طريق ربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر من خلال موقعها الاستراتيجي الذي اختصر بالنتيجة طول المسارات التي كانت تسلكها سفن الشحن ومكنها من نقل البضائع من وإلى أوروبا وآسيا وأفريقيا بكفاءة أكبر.

ومع ازدياد عدد السفن التي أخذت بالاستفادة من قناة السويس، وضعت قرارات لتنظيم العمليات والأنشطة البحرية لضمان التشغيل الأمثل.
ويعد الشحن والتفريغ إحدى هذه العمليات.

ما المقصود بالشحن والتفريغ؟

يشير مصطلح الشحن والتفريغ إلى عملية تحميل البضائع وتفريغها من السفن. وقد يبدو ذلك بسيطاً للوهلة الأولى، إلا أن ذلك يشمل العديد من المهام والأنشطة التي تدخل ضمن نطاق عملية الشحن والتفريغ التي تؤدي دوراً بالغ الأهمية في ضمان نقل البضائع بسلاسة بين السفينة والميناء.

فلا يقتصر مصطلح الشحن والتفريغ على عملية نقل البضائع فحسب، بل يشمل أيضاً سلسلة كاملة من المهام، بدءاً من التخطيط لترتيب البضائع في السفن وحتى تحميلها وتفريغها. كما يشمل الشحن والتفريغ كذلك التعامل مع أنواع مختلفة من البضائع، ومنها البضائع السائبة والمركبات والمواد الخطرة والحاويات. ولكل نوع من البضائع مجموعة من العمليات والبروتوكولات المنظّمة له.

تنفذ عملية الشحن والتفريغ شركات شحن وتفريغ متخصصة في توفير العمالة والمعدات والخبرة المطلوبة للتعامل مع البضائع،  حيث تعمل مع أصحاب البضائع وسلطات الموانئ وشركات الشحن لضمان عملية سلسة تلتزم باللوائح الدولية. ويقدم بعضها خدمات ذات قيمة مضافة مثل مناولة البضائع والتفتيش والتخزين والتخليص الجمركي.

تقوم هذه الشركات بتوظيف عمال الشحن والتفريغ أو العمال المتخصصين من أصحاب المهارات والمعرفة المتعلقة بتأمين البضائع وأساليب التخزين ومعدات التشغيل المستخدمة في المهمة. وتشمل مسؤولياتها الإشراف على عمليات التحميل والتفريغ، وتشغيل الآلات الثقيلة، وتأمين البضائع، وضمان التوثيق السليم ووضع العلامات على البضائع.

ما دور شركات الشحن والتفريغ في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس؟

تدير هيئة قناة السويس شؤون القناة، وهي كيان أنشأته الحكومة المصرية لإدارة وتشغيل القناة والإشراف عليها وصيانتها وتطويرها. وفي إطار هذه الجهود، يلعب الشحن والتفريغ دوراً أساسياً في ضمان الكفاءة التشغيلية لقناة السويس وقدرتها على تحمل التكاليف من خلال تبسيط تدفق البضائع وتحميلها وتفريغها.

باختصار، يضمن الشحن والتفريغ التدفق السلس للبضائع بين السفن ومرافق الموانئ. ويحدث ذلك عن طريق القيام بالمهام المتعلقة بتحميل البضائع وتفريغها من السفن عبر المعدات المتخصصة مثل الروافع والرافعات الشوكية. ويتمثل الهدف النهائي في تقليل الوقت المستغرق في تسليم الشحنات وتحسين عملية الشحن.

وقد برزت أهمية الشحن والتفريغ في قناة السويس بعد إغلاق قناة السويس في عام 2021، وذلك عندما أُغلقت القناة لمدة ستة أيام بعد جنوح سفينة الحاويات العملاقة Ever Given. وحدث أن تعذر عبور القناة، مما أدى فعلياً إلى إيقاف حركة مئات السفن التي تحمل بضائع تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

ولا بد من تجنب مثل هذه الاضطرابات، نظراً للتأثير الهائل لهذا الممر المائي الضيق على التجارة الدولية، حيث تقصر قناة السويس من الطرق البحرية، وتختصر الوقت، وتقلل من المخاطر، وتساعد السفن على توفير تكاليف الوقود عند نقل البضائع بين أوروبا وآسيا.

وفي مجمل الأمر، يضمن الشحن والتفريغ الكفاءة التشغيلية لقناة السويس. ومن خلال المساعدة في تبسيط عملية انتقال البضائع، يمكن أن يساعد في منع العوائق التي تعطل عمليات سلسلة التوريد.

كيف تساهم خدمات الشحن والتفريغ في كفاءة التعامل مع البضائع في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس؟

تعمل شركات وخدمات الشحن والتفريغ على تسهيل التعامل الفعّال مع البضائع، وهو أساس عمليات الموانئ، إذ انها تضمن الحركة المنتظمة والفعّالة للبضائع بين السفن ومرافق الموانئ.  وعلى هذا النحو، يجب أن يتمتع المحترفون الذين يتعاملون مع خدمات الشحن والتفريغ بالمهارة لضمان تحميل كل قطعة من البضائع وتفريغها.

وبشكل عام، تُحدث أعمال الشحن والتفريغ تحولاً في عمليات الشحن في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مما يؤدي إلى تحسين سرعة ودقة تحميل البضائع وتفريغها. ونتيجة لذلك، تساعد خدمات الشحن والتفريغ على تقليل وقت التسليم، ومنع ازدحام الموانئ، وضمان سرعة مرور السفن. وتجعل هذه الجهود قناة السويس أكثر كفاءة وتعزز من قدرتها على التعامل مع المزيد من السفن.

بإمكان خدمات الشحن والتفريغ إحداث تأثير بالغ الأهمية من خلال تقديم ما يلي:

• الخبرة والمهارة: يتمتع عمال الشحن والتفريغ بالمهارة والمعرفة، ومدربين على أنواع البضائع وبروتوكولات السلامة وإعدادات السفن.
• الآلات الدقيقة: تستخدم شركات الشحن والتفريغ أحدث الآلات للتعامل مع أنواع البضائع المختلفة.
• إدارة سير العمل: تعتمد هذه الشركات عمليات موثوقة للتعامل مع البضائع لضمان تدفقها بسلاسة.
• تأمين البضائع: تُعطى الأولوية للتخزين والتثبيت الآمن للبضائع لتقليل مخاطر التلف.
• الوثائق وإجراءات الامتثال: يوثق عمال الشحن والتفريغ أيضاً حركة البضائع لتبسيط الإجراءات الجمركية.

ومن خلال خدمات الشحن والتفريغ يمكن تحسين عمليات التحميل والتفريغ في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وبالتالي تقليل وقت التسليم، وتقليل الازدحام، وتعزيز كفاءة القناة.

ما هي التحديات التي تواجهها شركات الشحن والتفريغ في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس؟

لا يخلو دور شركات الشحن والتفريغ في تحسين الكفاءة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من التحديات. وتواجه تلك الشركات تحديات لوجستية وتشغيلية متعلقة بالعمل أثناء تنفيذهم عملياتهم.

وتشمل التحديات اللوجستية التي تواجهها شركات الشحن والتفريغ ما يلي:

• الازدحام: مع زيادة عدد السفن التي تمر عبر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تصبح المنطقة عرضة للازدحام، خاصة في مناطق الرسو والمغادرة.
• نقص الأيدي العاملة: يؤدي نقص العمالة الماهرة لتنفيذ خدمات الشحن والتفريغ إلى زيادة العبء خلال مواسم الذروة عندما يكون الطلب على خدماتهم في أعلى مستوياته.

وهناك أيضاً تحديات متعلقة بالعمالة، والتي تشمل:

• تطوير المهارات: تتعرض شركات الشحن والتفريغ بشكل دائم لضغوط تفرض عليها تنفيذ برامج تدريبية موجهة لضمان وجود قوة عاملة ماهرة وعلاج نقص العمالة.
• إدارة القوى العاملة: يمكن أن تشكل إدارة القوى العاملة تحدياً، ولهذا السبب تحتاج شركات الشحن والتفريغ إلى تنفيذ استراتيجيات تتمثل في الأجور التنافسية، وبرامج الحوافز، والجدولة المرنة. وذلك بغرض زيادة الرضى الوظيفي والإنتاجية للعمال.
• شراكات: من الضروري أن تتعاون شركات الشحن والتفريغ مع المؤسسات التعليمية ومراكز التدريب المهني لتطوير مهارات العمّال.

التحديات التشغيلية

• الرسو ومناطق إرساء السفن: تكون حركة المرور في قناة السويس، في بعض الأحيان، أكبر مما يمكن أن تتحمله أماكن الرسو وإرساء السفن.
• العوامل البيئية: يمكن أن تعيق الظروف الجوية مثل العواصف الرملية والرياح القوية عمليات الشحن والتفريغ في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وفي حالة الإخفاق في إدارة هذه التحديات على النحو الصحيح، فإنها قد تؤدي إلى تأخيرات وانسدادات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

على سبيل المثال، فالانسداد الذي حدث في عام 2021 الذي تسبب في سلسلة كاملة من اضطرابات سلسلة التوريد وتراكم السفن، أدى في النهاية إلى تأخير تسليم البضائع وزيادة التكاليف.

وقّعت شركة أجيليتي للخدمات اللوجستية عقداً مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لتطوير المراكز الجمركية واللوجستية وتشغيلها. وسيتيح ذلك لأجيليتي تنفيذ العديد من الخدمات التي تشمل الخدمات اللوجستية والجهود المبذولة في المنطقة الصناعية. اقرأ المزيد هنا.