دليل التخزين في المملكة العربية السعودية والتحديات المتعلقة بإدارة المستودعات

كل ما يتطلبه الأمر أن ننظر مرة واحدة على مجسم للكرة الأرضية لنرى موقع المملكة العربية السعودية الإستراتيجي في سلاسل الإمداد العالمية. تحظى المملكة العربية السعودية، بفضل وقوعها بين أوروبا وإفريقيا وآسيا، بالإمكانات التي تساعدها على التطور لتصبح مركزاً لوجستياً مميزاً.

وإضافة إلى ذلك، يشهد اقتصاد المملكة العربية السعودية ازدهاراً، ومع ازدياد عدد السكان ورؤية الحكومة الرامية إلى الحد من اعتماد المملكة على النفط، فإن المملكة الواقعة في الشرق الأوسط تتوقع تعافياً اقتصادياً مستقراً من تباطوء النمو الذي سببته جائحة كورونا. ويتوقع صندوق النقد الدولي للمملكة العربية السعودية أن يكون نمو الناتج الإجمالي المحلي للصناعات غير النفطية  3,9% في عام 2021 وأن يكون 3,6% في عام 2022.

ومنذ الإعلان عن رؤية 2030 في شهر أبريل لعام 2016، بدأت حكومة المملكة في تطوير الإمكانات والبنى التحتية اللوجستية السعودية. ونتيجةً لذلك، فإنه من الممكن أن يتوقع أي وسيط للجمارك أو متعهد شحن يعمل في المملكة المزيد من الإجراءات المبسطة من الآن فصاعداً.

كذلك، أصبح السوق اللوجستي في الشرق الأوسط من الأسواق الأكثر انفتاحاً وحرية بفضل مشاركة القطاع الخاص المتزايدة. فعلى سيبل المثال، دخلت صناديق الاستثمار العقاري (REITs) في استثماراتٍ هائلة بقطاع خدمات التخزين السعودية. وفي عام 2019، قام كلٌّ من صندوقي دراية ريت والمشاعر ريت بالاستحواذ على منشآت لوجستية تُقدَّر بعدة ملايين من الدولارات لكل منهما (ما يعادل 54,65 مليون ريال سعودي و129,15 مليون ريال سعودي على الترتيب).

كما تستمر البنى التحتية الداعمة للنمو الاقتصادي في المنطقة في التطور، وهذا ما ينطبق على خدمات التخزين. وعلى الرغم من ذلك، ما زالت المملكة العربية السعودية تواجه بعض التحديات باعتبارها من الأسواق الناشئة. ويجب على شركات الأعمال المهتمة بالتوسع في المنطقة أن تفكّر في التعاون مع أحد الشركاء اللوجستيين ذوي الخبرة في المملكة، مثل أجيليتي. حيث بإمكان شركة أجيليتي، وبفضل توفيرها لمجموعةٍ متكاملة من الحلول اللوجستية، أن تساعد المنظمات بدءاً من الشركات الصغيرة وصولاً إلى الشركات متعددة الدولية الجنسيات، وكذلك العمل على توسيع عملياتهم الخاصة بالتخزين في الشرق الأوسط.

تحديد التحديات التي تواجهها خدمات التخزين في المملكة العربية السعودية

تزداد احتياجات المملكة العربية السعودية لخدمات التخزين نتيجةً لنمو قطاع البيع بالتجزئة ونشاط التصنيع المتزايد وتوسع التجارة الدولية في المنطقة. حيث لم تعد تكفي مساحة الـ 72 مليون متر مربع المخصصة لخدمات التخزين والخدمات اللوجستية في المراكز اللوجستية الواقعة في الرياض ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية (جدة) والخُبَر (الدمام).

ما وراء البضائع الجافة

تتجاوز التحديات التي تواجهها المملكة العربية السعودية في التخزين حاجتها إلى مزيد من المساحة للشركات لتخزين البضائع الجافة. ووفقاً لتقرير Research and Markets، فإنه من المتوقع أن يصل سوق التخزين البارد في المملكة العربية السعودية إلى 2,5 مليار دولار بحلول عام 2024.

ويتوقع المتنبئون، مع الأخذ في الاعتبار هذا الطلب المتزايد، استمرار الاتجاه التصاعدي لسوق التخزين في المملكة العربية السعودية. وطبقًا لتقرير أصدرته شركة Ken Research، فإنه يُتوقع أن يزداد معدل النمو السنوي المركب لسوق التخزين ليصل إلى 4,1% خلال عام 2023.

فهم الإيرادات

يشهد العالم أجمع بما فيه المملكة العربية السعودية ازدهاراً وانتعاشاً في التجارة الإلكترونية. وقد نقلت جريدة سعودي غازيت أن التجارة الإلكترونية قد حققت نمواً بنسبة 74% خلال شهري مارس وأبريل لعام 2020 وحده. ويتسبب النمو السريع الذي تشهده المملكة في الضغط على قطاع التخزين فيها لتوفير مساحة أكبر لتجار التجزئة مثل نمشي وأمازون.

إن المملكة العربية السعودية بحاجة إلى مرافق أكثر تطوراً. وتحتاج الشركات في قطاع التجارة الإلكترونية إلى المزيد من المستودعات التي تتيح لهم استلام المنتجات ومناولتها وشحنها على نحوٍ فعّال ودقيق وسريع. كما يمثل قطاع البيع بالتجزئة نصف إيرادات خدمات التخزين في عام 2018. ويتضح أن هناك حاجة إلى مزيد من مساحة التخزين لاستيعاب النمو المتوقع.

التحديات الفورية الأخرى

تشكل المواقع الفعلية لمرافق التخزين الحالية في المملكة العربية السعودية تحدياً آخر. حيث تقع أغلب مراكز المملكة اللوجستية في الرياض وجدة والدمام أو ما حول هذه المدن. ويزداد هذا التحدي خاصة عند نقل البضائع بين مناطق التوقف على طول سلاسل الإمداد لمسافات طويلة عبر التضاريس المتنوعة والوعرة في درجات الحرارة القصوى.

وها هو تحد آخر من التحديات التي تواجهها الشركات فيما يتعلق بإدارة المستودعات؛ وهو العثور على أعداد كافية من موظفي وعمال المرافق. ويعتقد بعض مقدمي الخدمات اللوجستية أن المملكة العربية السعودية تفتقر إلى القوى العاملة اللازمة لتلبية الاحتياجات المتزايدة لقطاع التخزين. ونتيجة لذلك، يتعين على مشغلي المستودعات أحياناً إيجاد حلول لتشغيل مرافقهم التي يديرونها بالعدد الأدنى من الموظفين.

حلول للتحديات الشائعة في قطاع التخزين السعودي

فيما تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة لتخفيض اعتمادها على النفط ولانفتاح الاقتصاد، فإنها تعمل بعناية لتلبية الطلبات المتزايدة على خدمات المستودعات. وفي عام 2018، فتحت المملكة العربية السعودية أبوابها الاقتصادية من خلال السماح بالملكية الخارجية للشركات الناشئة والعقارات والأصول الأخرى في المملكة بنسبة 100 في المائة. وسيستمر هذا النوع من تغيير السياسات في تحفيز رائدي الصناعات والبيع بالتجزئة والخدمات اللوجستية الرئيسيين للمشاركة بشكلٍ أكثر واقعية في تطوير اقتصاد المملكة.

–       تطوير المزيد من المساحات

إن استثمار الحكومة السعودية والقطاع الخاص في تطوير اقتصاد المملكة يتسبب في زيادة مساحة التخزين. فعلى سبيل المثال، وسّعت مجموعة الفطيم الإماراتية في يوليو من عام 2018 مرافقها لخدمات التخزين في الرياض لتصل إلى 15000 متر مربع.

وبعيدًا عن زيادة المساحة لخدمات التخزين في المراكز اللوجستية للمملكة العربية السعودية، فإن الحكومة تستثمر في “مشاريع ضخمة”، مثل المدينة الذكية نيوم ومشروع البحر الأحمر. تتسبب هذا المشاريع، وغيرها، في زيادة الطلب على مساحة المستودعات بعيدًا عن المراكز الحضرية للمملكة. وفيما يتوافر المزيد من مرافق التخزين في هذه المناطق، فإن المسافة بين مناطق التوقف على طول سلاسل الإمداد ستقل، مما يساعد متعهدي الشحن على تسليمها إلى العملاء على نحوٍ أسرع.

–       إيجـاد المزيد من القوى العاملة

تسعى حكومة المملكة من خلال العديد من تغييرات السياسات الرئيسية إلى خلق قوى عاملة أكبر وأكثر قدرة. ووفقاً لرويترز، فإن المملكة العربية السعودية تخطط لإيجاد 1,2 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2022.

يعد إنشاء صندوق تنمية الموارد البشرية (HRDF) واحداً من سياسات المملكة العربية السعودية الجديدة.و يشجع هذا الصندوق أصحاب الأعمال على تدريب السعوديين لإعدادهم للوظائف من خلال العمل كوسيط في التدريب المهني. ويعيد هذا الصندوق ما يصل إلى 50% من التكلفة إلى أصحاب الأعمال ليقوموا بتعيين السعوديين المُدربين.

كما تعد زيادة مشاركة المرأة من أحد التغييرات في السياسات التي تساعد على نمو القوى العاملة. فقد ارتفعت القوى العاملة النسائية بنسبة 13% خلال العاميين الماضيين وفقاً لصندوق النقد الدولي. حيث تمثل النساء حوالي 33% من القوى العاملة السعودية.

تحديث المستودعات

تعد الرقمنة المتنامية إحدى من العوامل التي تحسّن إمكانات المملكة العربية السعودية اللوجستية. خاصة بعد دخولها في العديد من جوانب التجارة،  حيث أصبح استيراد وسطاء الجمارك ومتعهدي الشحن للبضائع وتخزينها وتوصيلها بمعدلات تأخير أقل

أنظمة إدارة المستودعات

يتوقع المستهلكون أوقات توصيل سريعة. ولتحقيق ذلك، يتعين على إدارة المستودعات الاستثمار في أنظمة أدارية رقمية يمكنها المساعدة في تحسين التدفق التشغيلي اليومي للمستودعات وإدارتها.

يمكن لهذه البرامج مساعدة موظفي المستودعات على استلام المخزون وتخزينه بشكل أسرع، بالإضافة إلى اختيار المخزون وتعبئته وشحنه حسب مواصفات الطلب بكفاءة ودقة عالية. وإضافة إلى ذلك، فإنها ترسل إشعارات لإدارة المستودعات بحاجة المخزون إلى التجديد ليكون المستودع مخزناً وجاهزاً لتلبية الطلبات في أي وقت.

الأتمتة

تزدهر قدرة قطاع خدمات التخزين على الأتمتة وذلك بعد أن دخلت الرقمنة في ذلك القطاع. وتتعدد فوائد الأتمتة المتنامية للمستودعات. الأولى تتمثل بتشغيل المستودع الواحد بعدد أقل من الموظفين مما يساعد مشغلي المستودعات في منطقة يصعب فيها العثور على عدد كاف من العمالة الماهرة ومنخفضة المهارة وغير الماهرة.

كذلك، تخفف الأتمتة من العبء على القوى العاملة البشرية. وقد تكون الوظائف المتكررة مثل التفريغ والفرز من الوظائف التي تتطلب جهداً بدنياً. إن الطبيعة المملة لمثل هذا العمل قد تتسبب في إرهاق الموظفين بدنياً ونفسياً وتزيد من احتمالات الخطأ البشري.

أتمتة هذه المهام تقلص من حجم الخطأ البشري أو تقضي عليه، كما انها تقلص من الجهد البدني للموظفين وتجعلهم يركزون على أعمال أعلى قيمة للمستودع الذي يعملون به. يمكن أيضاً تجنب الإرهاق الوظيفي وذلك لأن أفضل أنظمة الأتمتة يمكنها التكامل مع معدات مناولة المواد للمرافق، مما يزيد من إنتاجية هذه المرافق.

وعلى الرغم من التوجه نحو مزيد من الأتمتة، فسوف تستمر حاجة المستودعات إلى وجود الموظفين لضمان العمليات السلسة للمرافق – فلا يمكن للأتمتة استبدال العبقرية البشرية أو التفكير النقدي.

إنترنت الأشياء (IoT)

إن الخطوة التالية بعد زيادة الأتمتة في قطاع التخزين، هي تبَنِّي دخول إنترنت الأشياء في سير عمل المستودعات. تُمكن تقنية إنترنت الأشياء التتبع المتطور وعمليات التتبع العالية على طول سلاسل الإمداد.

إن أجهزة إنترنت الأشياء، التي تعمل بتقنية الجيل الخامس للهاتف المحمول والمدمجة في الشحنات، تجمع كمية كبيرة من البيانات المختلفة ومن ثم تنقلها. يمكن لأي شخصٍ سواء أكان من المصنعين أو المستهلكين الوصول إلى تلك البيانات من أي مكان في العالم وفي الوقت الفعلي.

يظهر المخزون المدمج برقائق إنترنت الأشياء بشكل كبير لأي نقطة على طول سلاسل الإمداد. يمكن أن تُظهِر البيانات التي تم جمعها من تلك الرقائق مكان المخزون في أي لحظة وكذلك حالته. كما يمكن لهذه البيانات تنبيه أصحاب المصلحة بشأن تأخير الشحنات بسبب الحوادث أو التحويلات المرورية أو مناطق التوقف غير المخطط لها.

إدارة التغيير في اقتصاد المستودعات المتنامي للمملكة العربية السعودية

يتعين على مشغلي المستودعات إدارة التغيرات التي تطرأ على منشآتهم بشكلٍ منظم فيما يتوسع اقتصاد المستودعات في المملكة العربية السعودية ويتطور. ولفعل ذلك، فإنه من المفيد أولاً تحديد المحركات الرئيسية التي تدفع لإدارة التغيير.

المحركات الرئيسية في تغيير اقتصاد المستودعات في المملكة العربية السعودية

• سعي المملكة لتنمية القطاعات غير النفطية فيها
• التطورات في قطاع تقنية المعلومات في المملكة
• التواجد المتزايد للشبكات المتعددة القنوات
• الاضطرابات والتعديلات اللاحقة في سلاسل الإمداد

تفرض هذه المحركات الرئيسية التغيير على جميع أنحاء قطاع خدمات التخزين.

طلب العملاء وتأثيره على قطاع خدمات التخزين

بينما تمضي المملكة العربية السعودية قُدماً بالتكنولوجيا، يتسبب العملاء في الضغط على بائعي التجزئة لتوفير خدمة سريعة وعالية الكفاءة. ووفقاً للهيئة العامة للإحصاء في عام 2018، فإن السعوديين قد استخدموا هواتفهم المحمولة لمدة تصل إلى ست ساعات وخمس وأربعين دقيقة يوميا في المتوسط—بزيادة خمس عشر دقيقة عن الأمريكيين. يشير ذلك إلى أن السعوديين دائمي الاتصال ويتشوقون لإجراء تعاملاتهم المادية أو القيام بأي نشاط تجاري عن طريق أجهزتهم المحمولة.

يتسبب اتصال كثير من السعوديين بالإنترنت وتحول الشبكات متعددة القنوات لتصبح أكثر ضرورية، في الضغط على المستودعات لتعمل بكفاءة مثلى. ويعني هذا في بعض الحالات أنه أصبح للمستهلك القدرة على الوصول إلى بيانات المخزون، مما يدل على زيادة صعوبة تقدّم مشغلي المستودعات ولو بخطوة واحدة على العملاء.

مقاربة إدارة التغيير

سيحتاج مشغلي المستودعات إلى تطبيق تغييرات من خلال نهج إستراتيجيٍ مدروس بعد التطورات التي طرأت على خدمات التخزين إلى ما هو أبعد من السيور الناقلة والرافعات. يعد الاتصال الواضح أحد عوامل نجاح أي عمل. ولا يعد قطاع خدمات التخزين في المملكة العربية السعودية مختلفاً في ذلك.

سيظل الاتصال الواضح بين المدراء والموظفين ضرورياً في ظل تغير العمليات واستخدام مزيد من التكنولوجيا المتطورة في مرافق المستودعات. لذلك يجب أن تخطط إدارة المستودعات مسبقاً لضمان تدريب الموظفين على نحوٍ صحيح ومناسب على جميع الأجهزة والأنظمة الجديدة الموجودة في مرافق المستودعات.

المشاركة في سوق ناشئة

تثبت المملكة العربية السعودية نفسها لتصبح مركزاً لوجستياً في المنطقة كما هو مخطط له في رؤية 2030 عن طريق التغيير في السياسات واعتناق التطورات التكنولوجية. قد ترغب أي شركة تبحث عن المشاركة في هذا النمو الاقتصادي في الاستفادة من المعرفة الوثيقة التي تأتي من شريك لوجستي مثل أجيليتي التي على دراية كاملة بالمنطقة.